صاحب يتجول في المحاكم بحثاً عن زوجه

Admin عدد المساهمات : 157 تاريخ التسجيل : 30/12/2012

لي صديق يدمن شراء الأشياء المستعملة إذا أراد شراء أسبير لعربته فهو حتماً ذاهب ( للزرائب ) وهي مقبرة العربات القديمة حيث تباع أجزائها بأسعار زهيدة , ويقنعك بأن الاسبير القديم ( أصلي ) وليس تايوان الذي يملا الأسواق هذه الأيام , ويشترى كذلك الملابس المستعملة والأحذية القديمة من سوق ( الإخوان ) وهو مال تحيط به شبهة السرقة غير أن أصحابه يقولون بأنها أشياء مستعملة ويبدو أن الشيء الوحيد الذي أعجزه وخاف منه قديما ومعتقا هو الدواء وعندما يشتري الدواء من الصيدلية تجده غير راضياً ويفرح إذا وجد أن صلاحية الدواء تبقى لها شهر أو شهران لأنه سوف يفاصل صاحب الصيدلية في السعر باعتبار أن وجودها في الأرفف أصبحت أيامه معدودة , وكذلك يزو سوق الجمعة بانتظام لشراء المواد الغذائية التي كادت أن تنتهي صلاحيتها لرخصها , وعندما يشتري حذاء مستعمل يقول أن الحذاء الجديد متعب وداير ( تعويده ) أما الحذاء المستعمل فهو مطاوع وبارد المهم للرجل فلسفته وقناعاته في سلوكه ( السكند هاند ) هذا.
وبرغم من أنني اعتدت على تصرفاته هذه إلا انه فاجئني ذات مره بأنه ينوي الزواج بسيدة وليست آنسه ؟ كيف يا صديقي وأنت لم تدخل دنيا من قبل كان مصراً على رأيه بل الأغرب من ذلك كان يريدها أمراه مطلقة أو أرمله ومعها طفل أو طفلين يقولون له يا بابا من قوله (تيت ) قال لي المرأة المجربة يا عزيزي تكون حريصة على عش الزوجية وناضجة وقليلة المطالب كما أن أطفالها وان شاء الله يكونوا صبيان سوف أصبح ابا لهم واكسب وقتا كنت قد أضيعه في تربيتهم وسألني إذا كنت اعرف مطلقة أو أرملة ليتقدم للزواج منها وبما أنني لم أِرد أن أزج بنفس في مغامراته نصحته بأن يذهب للمحاكم الشرعية , فهناك سوف يجد عشرات الضحايا المطلقات اللائي يسعين للمحاكم للحصول على النفقة أو الحضانة أو حتى التطليق , وعليه أن يختار منهن من ترضى أن تشاركه الحياة , فرح بنصيحتي وهو الآن يتجول يومياً بالمحاكم بحثا عن شريكة حياته .

عصمت عبد الجبار التربي
نشرت بجريدة الشارع السياسي بتاريخ : 19/10/1997

» أذكر أسم صاحب الصورة ؟
» المحاكم لا تقبل الشيكات المعتمدة