ضحى الغد....

هذه الخاطرة وصلتنا يداً بيد في مظروف جميل وقشيب معنون إلى الأستاذ قطبي وكان الأصل أن نطلعه عليها ولكن لأننا لم نوفق في لقائه قبل الصدور رأينا نشرها دون استئذان منه لطرافتها وهذا بمثابة إعتذار للأستاذ قطبي.
بقالة قطبي
كنت ماراً بشارع محمد نجيب بالقرب من جهاز المغتربين , عندما لاحظت لافتة جميله مكتوبة بالخط الأحمر " بقاله قطبي " وما تبادر لذهني إلا قطبي " واحد " أعرفه وعرفه كل الشعب السوداني الشايقي الخرطومي الذي ينثال دمه مداداً على الورق كي يعطينا المعرفة والجمال . غبطت صديقي على النعمة وهو أهل لها وخطر لي أن أسال عامل المحل عن الأستاذ متى يمر بالدكان فربما أحظى بمقابلة رفيق الصبا حيث درسنا في الأولية معاً في مدرسة " اليوم الشرقية " وكان يجاورنا في السكن بديم التعايشة , منذ الطفولة كان يصغي أكثر مما يتكلم , ثم جمعتنا ظروف العمل بالمحاكم وتفرق كل لشأنه في زحمة الحياة , ومن منا لم يتابع قلمه الرشيق أديباً ؟أحتوته الصحافة في " الإنقاذ الوطني " و " والملتقى " من زمن الحزبية وحتى اليوم لم يتوقف عن العطاء هادئ في " التزامه " لذلك يقرأه الجميع ولا عداوة له مع احد قلت لنفسي أخيرا أرتاح الرجل وحصاد تعب الشباب دكان تجاري يعمل بالملايين ولكن العامل لم يمنحني فرصة السعادة بنجاح صديق - إذا كان المال هو النجاح – بل أفهمني أنه تشابه على البقر . فمضيت في طريقي متأسفاً وهل يجمع الله بين الشعر المال ؟ ثم قرأت في جريدة الظلال أن الأستاذ مريض منذ مدة لا يغادر السرير . أهذا ما يعطيه القلم ؟ لك الله يا صديقي ومتعك بالصحة والعافية ودمت .