Admin Admin
عدد المساهمات : 157 تاريخ التسجيل : 30/12/2012
| موضوع: التحديق نحو الشمس!! الخميس يناير 17, 2013 9:10 pm | |
| التحديق نحو الشمس لا احد يحب أن يحدق نحو الشمس أو يفكر في الموت , لنتحدث في هذا الصباح الجميل عن المشانق , أن هموم المهنة بالنسبة لنا أن نلف الحبل حول رقبة المتهم وعليه يبعد شبح الإعدام عنه إذا كان القانون يساعده على ذلك [ ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ] الآية الكريمة يا له من تعبير قرآني بليغ فلولا القصاص لرجعنا لعهود الإنتقام الفردي . وعملية الإعدام بواسطة الحيل ليست خنق كما يتصورها الناس أنها عملية فنية في المقام الأول تؤدي إلى إزهاق روح المحكوم عليه في ثوان . أتيح لي بحكم المهنة أن أشاهد غرفة الإعدام في سجن كوبر عبارة عن طبلية تتكون من قطعتين يقف المحكوم عليه فيها بعد أن يكون قد وضع الحبل في رقبته وعند جذب ترباس معين تنفتح هذه الطبلية فيسقط جسم المحكوم في بئر لا يقل عن ثلاثة أمتار بها سلم متدرج وذلك لإخراج الجثة ويحدث الموت نتيجة للضغط الناتج عن وزن الجسم عن الحبل فيفصل فورا وفي ثوان , السلسلة الفقرية ويحدث إتلافاً للمخ فيفقد المحكوم عليه الإحساس ولا يشعر بأي ألم ويستمر نبضه حسب صحته وسنة لمدة لا تتجاوز ( 13 دقيقة ) في أقصى حالتها ويذكر اللواء شرطة الريح الشيخ مدير السجون في مقابلة صحفية معه عن طرقة الإعدام وإجراءاتها أن الشخص المحكوم عليه بالإعدام يكون مقيداً بالسلاسل ويقاد إلى مكتب مدير السجن في طابور مخصص هو طابور الإعدام ويتم أخذه لزنزانته الليلة الأخيرة ثم يتم التنفيذ في الصباح الباكر ويتم إخطار المحكوم عليه بكلمات لطيفة بأن " الورق وصل " وأنه شخص مؤمن ويشهدون له بالتقوى في الفترة التي قضاها معهم وهي عادة لا تقل عن عام وتحضر عائلته لوداعه ومعرفة وصيته ويذكر السيد اللواء بأن السوداني شجاع في مواجهة الموت وموقن وأنه يعلم أنه أزهق روحاً وأن القصاص حق واجب , أما الحبل الذي ينفذ به الإعدام فهو حبل مخصوص يستورد من انجلترا وتوجد المشانق في كل من( بورتسودان , جوبا , مدني , الأبيض . الفاشر , الخرطوم , بحري , ملكال , كسلا ) ولابد من اخذ وزن المحكوم عليه وتحديد طوله ليتم بناء على ذلك تحديد طول الحبل وأقل خطأ في الحساب يؤدى إلى قطع رقبة المحكوم عليه كلية والشخص الذي ينفذ الإعدام في السودان يسمى [ شناق ] أما في مصر فيسمى [ عشماوي ] أن طريقة تنفيذ الإعدام في مصر طريقة مسرحية لحد بعيد أذا قارناها بأسلوبنا في السودان , والصحفية [ فاطمة السيد ] الفت كتاب أسمته [ مذكرات صحفية في غرفة الإعدام ] تفهم منه أن عم عشماوي لابد أن يكون قويا ضخماً تدرب على العمل مع عشماوي المتقاعد وله مساعدان يساعدانه أثناء التنفيذ وهم يرتدون ( افرولات ) سوداء عند التنفيذ بينما المحكوم عليه يرتدي البدلة الحمراء منذ النطق بالحكم عليه وحتى التنفيذ , ولا يخطر المحكوم عليه بموعد التنفيذ , بل يساق صباحاً لتنفيذ الحكم بعد أن يكون قد تناول وجبة العشاء والفطور حسب طلبه ويجوب عشماوي أنحاء مصر لتنفيذ الأحكام في مختلف السجون ويتم رفع علم أسود في أي سجن به تنفيذ لساعات الإعدام ثم ينزل بعد ذلك . إن المشانق كما تهدر أرواح القتلة والسفاحين فهي أيضا تتلمظ للثوار وأصحاب المبادئ والفكر والأديان في كل عهود الإنسانية في تاريخها الطويل وفي عالمنا العربي والإسلامي أقتات عبد الله بن الزبير والسهر ورد وأبن عربي والحلاج وعمر المختار وسيد قطب والشفيع ودد حبوبه ومحمود محد طه وما أكبر القائمة غير أن أكثرهم [ فج الموت وطار وخلى الموت معلق ] وبمناسبة المشنقة أذكر أنني في مايو 1993 الفت تمثيلية إذاعية مستوحاة من جريمة حقيقة وسميتها [ المشنقة الطويلة ] لأن الجاني حاول أن يظهر وكأن الأمر إنتحارا وذهبت بنفسي لقسم الدراما بالإذاعة وقابلت الأستاذ عثمان الفكر والأستاذة زكية محمد عبد الله وسلمتها النص مطبوعا لتكون سهرة إذاعية وأوضحت أن أغلب الأحداث تدور بغرب السودان في مناطق ريفية وبما أنني خرطوميا أبا وأما فقد طلبت أعداد التمثيلية بلغة أهلها لتكون أكثر واقعية [ من ديك وعيك ] ولا أدرى أين النص الآن ولم أسمع به أقول قولي هذا واعلم أن مدير الإذاعة رجل دراما قبل أن يكون راجل إدارة فيبحث معي عن النص الضائع وله الشكر والتقدير .
| |
|