بنات بلدنا
زمان كان في ( ود عمن لي ) متزوج من ( خواجاية ) جلبها معه من بلاد بره حينما كان يدرس هناك , أظن أنها كانت موضة مثقفين بأن يقترنوا بالأجنبيات , كانت تدهشنا نحافتها البالغة وابتسامتها عندما لا تفهم ما يقال لها , وكنا نحاول أن جرب معها لغتنا الانجليزية بتاعت المدارس الوسطى وكنا نفرح كثيرا عندما تفهم ( الخواجاية ) كلامنا وترد علينا ولم تستطع الزوجة الأجنبية العيش كثيرا في السودان وأخذت طفلها ورجعت لبلادها
ذلك زمن مضى واختفت عادة الزواج بالأجنبيات أو كادت وصدح وردي ( بنحب من بلدنا ما بره البلد , سودانية تبقي العاشق ود البلد )
خطر ذلك بذهني وأنا أشاهد كل يوم في برنامج ( من الخرطوم سلام ) التلفزيوني عددا هائلا من الأجنبيات المتزوجات بسودانيين ومن يتحدثن بلغتهن المكره عن ( ملاه الشرموت ) كأفضل وجبة , حقيقة شاهدت نساء من أسيا ومن شرق أوربا وغربها ومن كل مكان يخطر على بالك تحت شعار التواصل مع الشعوب , ويا لها من مشكلة إجتماعية يساعد التلفزيون بانتشاره الواسع على نشرها وتقديمها لشبابنا ( أولاد أدم ) بصورة جذابة , هل فكرتم معي في مصير ( بناتنا ) عندما يصبح الزواج بالأجنبيات موضة . ألم ينهى سيدنا ( عمر رضي الله عنه ) عن الزواج بغير المسلمات عندما توسعت الدولة الإسلامية , ليس عن حرمة فالكتابيات لا يحرم الإسلام زواجهن ولكنه خائف على نساء المسلمين من البوار نتيجة للزواج بغير المسلمات , أخاف الآن على السودانيات مما حذر منه الفاروق رضي الله عنه , حواء السودانية ننعم بحنانها كأفضل الأمهات ونحن أطفال وبصدقها عندما تكون الأخت وبمشاركتها وهي زوجة وباحترامها وهي زميلة أو جارة , بناتنا المتربلات بالعزة والشموخ والعفة والكبرياء هل يكون للوطن طعمه الخاص بدونكن ؟
ولا أريد أن أعدد مزايا الزواج بالسودانيات او مساوئ الزواج بالأجنبيات هذا أمر مفروغ منه وأكثركم يجيد التحدث عن هذا الموضوع أفضل منى ولكني فقط أردت أن الفت نظر التلفزيون إلى خطورة الموضوع و ( من إخبار اليوم سلام )
نشرت بجريدة أخبار اليوم بتاريخ : 31/3/1996