هكر وقرون بقر

هكر... وقرون بقر
اللغة هي ((مواعين )) لحمل الأفكار وأحيانا تتسع الرؤية فتضيق العبارة كما يقول (( النفري)) والمهنة عادة ما ترسي بظلالها الكثيفة على اللغة فتخلق مصطلحات خاصة بالمهنة وهذا أمر معروف حتى اللصوص لهم مصطلحاتهم المعروفة عند رجال المباحث (( بالزنديق ))
لنتجول اليوم في عالم (( السماسرة )) أو الوسطاء لمعرفة اليسير من مصطلحاتهم ولابد من أنك عزيزي القارئ ملتجئ إليهم في يوماً ما عندما تريد أن تستأجر منزلاً أو تغير عربتك القديمة بأفضل منها أو لأي غرض آخر , والوسطاء خشم بيوت منهم من يركب الكربيدا ومنهم من يحذ حق الفطور وهم ينظرون في المقام الأول لمصالحهم دون مصالح موكليهم , ولا قيمة أطلاقاً بكل ما يحلفون به أبتدا من الطلاق وحتى أعظم قسم . حسنا . إذا حضر الزبون راغب الشراء وأعجبته العربة مثلا أعجابا شديدا وأقتنع بها واظهر ذلك فهذا أول خطأ يقع فيه ويقولون عنه انه ( بل ) أي انه شديد الحرص على إكمال (( الشغل )) فيفرضون سعرهم أما إذا اختلف الزبون وذهب لحاله فيحلقون به وتبدأ مساومة جديدة وإذا وافق في النهاية فيقولون (( رقعنا الشغل ))
اما أذا اختلف السماسرة وقاموا بتحريض المشتري أو البائع فيقولون (( قيدنا الشغل )) وأحيانا يكون هناك عمل غير أخلاقي أطلاقا مثل أن يتفق البائع على سعر ومع المشتري على سعر آخر ويأخذوا هم فرق السعرين دون أن يعرف البائع أو المشتري ويسمون ذلك (( وضع )) أو (( كبرى )) أما العربة التي يقومون بتفتيشها لتحديد سعرها فيسمون ذلك (( لبسناها ثوبا )) أما إذا ذهب احدهم ليساوم صاحب العربة فهو (( عشق الشغل )) أي مثل تغير سرعة العربة من نمرة إلى أخرى أما الشخص الذي ينخدع خدعة كبري وخسارته بائنة فهو قد (( ركب التونسية ))
وعنوان مقالتي هذا ( هكر ) فتعني العربات القديمة (( قرون بقر )) فتعني مبادلة العربات دون دفع أي فرق في السعر فيقولون الشغل دون قرون بقر
وإذا كان السماسرة مجموعة في عملية البيع فكل واحد منهم (( عودة راكب )) أي صاحب مهم والأقل مساهمة في عملية الوساطة والبيع فهو (( يملح )) فقط أي يقلون له بدريهمات قليله لا تصل نصب صاحب العودة راكب
وأخيرا عزيزي القارئ إذا استفدت من هذه (( المتون )) التي أوردتها وتميت (( شغل )) في اي مكان فانا (( عودى راكب )) وإلا ((حأقد الشغل )) غلى اللقاء
نشرت بجريدة أخبار اليوم 6/11/1996