كلنا المهدي

كلنا المهدي
أنا المهدي , أنت المهدي , وكلنا المهدي , هذا ما أراد المؤلف أن يقوله والمقصود بالمهدي الثورة الكامنة في أحشاء الشعب فهو رمز لاستمرار الثورات والنضال عبر تاريخنا الطويل من قبل المهدي حتى اليوم , طالما أن الأرض ملئت جورا فالمهدي آت ليملأها عدلاً , وتتدخل الأزمنة وتختلط العصور فنسمع الوابور جاز ونسمع نفعي ورجعي , فالمثقف السوداني إما إنتهازي أو هارب ولكن طالما أن المهدي " جوانا " فالأمل يظل يبرق من بعيد , فهو حكاية ماضي وحاضر وبرضو لبكره نشيل تاريخو معانا .
وعندما يسأل رجال الحكومة رجل الدين أنت معانا ولا مع المهدي يجيب بتؤدة " والله أنا ما معاكم ولا مع المهدي أنا مع ضميري.
الدين كما نعلم عاطفة قوية يحاول الساسة دائما توظيفها لصالحهم, أوربا حلت هذه المشكلة بالفصل التام بين الكنيسة والدولة بينما لم تتضح هذه الرؤية بعد في العالم الإسلامي , آخر الثورات الإسلامية في غيران مثلا نجد الخميني وبهشتي وهما قائدا الثورة يختلفان في هذا المفهوم والدكتور خالد المبارك عرض هذه المشكلة في " ريش النعام " فكان موفقا فيها ..
وود الحوري الإقطاعي ذو الكرش المتضخمة بالمال الحرام والمرتبط بالاستعمار يريد أن يفرض كل شيء , حتى نوع الغناء فينزعج عندما تردد الفتيات أغاني واقعهن المر فيصيح بهستريا " أنتو ثورة مضادة " فترد الفتيات بسذاجة " ثورة مضادة!! يعني شنو ثورة مضادة ؟
أما الخرطوم فهي رمز للتسلط والفساد والبرجوازية المتهالكة فكان الحصار والإسقاط ولا أريد أن ألجأ إلى ترميز الأشياء ومحاولة تفسيرها غير أن هناك أشياء أراد المؤلف أن يقولها ومن الغباء أن نفترض أنها عقوبة أو أنها لم تخطر على باله , وإذا كانت الثورة المهدية حققت الوحدة الوطنية النجومي من الشمال دقنه من الشرق سلطان الدينكا من الجنوب وكذلك أهل الوسط والغرب فالتاريخ يمد خيوطه للحاضر فها هي الوحدة الوطنية نعيش تحت ظلالها اليوم وإذا كانت تلك الخرطوم قد سقطت فالخرطوم اليوم هي العاصمة القومية ورمز الوحدة الوطنية وسنرفع السيوف والأقلام عاليه للذود عنها حتى تكون لنا مكانة بين الأمم .
وأخيرا التحية للطباخ الماهر عمر الخضر ولكل من ساهم في هذا العمل الكبير
نشرت بمجلة الإذاعة والتلفزيون بتاريخ 17/7/1998