هل يجوز لغير لمسلم تبنى طفل سودانى
مناسبة هذا السؤال ان احد الاجانب معنا في الغربة وقد توطدت علاقتي به سألني ان كان يمكنه ان يتبني طفلا سودانيا خصوصا وان ابنته الوحيدة تزوجت وتركت المنزل خاليا وبقي هو وزجته وحدهما وهو رجل صالح بمقاييس الغرب ويلبي كل شروط التبني القانونية المطلوبة في الزوجين اللذين يرغبان في التبني . ترددت في الاجابة ولكن حزمت امري واوضحت له ان الامر ليس بهذه السهولة وفي الواقع قد يكون مستحيلا في شمال السودان حيث يدين الاغلبية بالدين الاسلامي ولايحبذ المسلمون فكرة تنصير ابناءهم بل يعدونها خط احمر حتي ولو كان الطفل مجهول الأبوين دع عنك اذا كان يتيما اوفقيرا، اندهش الرجل وقال انت تعلم انني لا اهتم كثيرا بالدين ولا اذهب الى الكنسية أبدا بل اوكد لك باني سوف اذهب به للمسجد الصغير في بلدتي كل جمعة للصلاة . اوضحت له ان السلطات لن توافق علي طلبه وحتي ولو لم يذكروا لك بصراحة بانك مسيحي ولايجوز لك تبني طفل مسلم فسوف يضعون عراقيل امام طلبك باختصار انسي ... خصوصا وانه قبل عامين حاولت منظمة فرنسية تدعي (ارش دي زوى) اختطاف او اخذ اطفال من (دارفور) من وراء ظهر الحكومة بادعاءت انسانية ولازال صدى تلك المحاولة يجر اذياله. اخذ الرجل نفساً عميقا ثم صمت.
كم هو غال الطفل عند الغرب ، انهم لاينجبون إلا بعد تخطيط ودارسة ويجد الاطفال الذين يولدن خارج مؤسسة الزواج العناية من الدولة ويجدر بي هنا ان اشيد بمدير رعاية الاطفال مجهولي الابوين (بالمايقوما) بالخرطوم الذي شاهدته في حلقة تلفزيونية ولم اري في حياتي شخص ملىء باالحماس لعمله مؤمن به مثله . قال انه يعتبر جميع الأطفال ابناؤه يتمني المزيد منهم ، سالته المذيعة بدهشة لماذا؟ فقال لها لاني اضمن حياتهم بدلا من القائهم في الكوش لتنهشهم الكلاب الضالة . يقول ان منهم من نجح في حياته العملية ومنهم من هاجر واغرى الجمهور بتبنيهم لينعمو بجو الاسرة وفي ذلك اجر كبير وإضافة للعائلة ، كذلك ذكر انه في دولة (اليمن) يتسابق الناس علي تبني مثل هؤلاء الأطفال ويعتقدون انهم يجلبون الرزق والفال الحسن ويا ليتنا اخذنا برايه وفتحنا بيوتنا لهم. كما ان القادرين اذا تبرعوا لهذه الدور بالمال يكون أمرا جيدا . وكثيرا من المشاهيرونجوم السينما في الغرب يتبنون اكثر من طفل من افريقا او اسيا او اي دولة فقيرة أما التقليل من انجاب الأطفال غير الشرعين فهذا موضوع اجتماعي بحتاج لاخصائين فان له جوانبه الاقتصادية الدينية الاجتماعية ولم يعد بالأمكان اخفاءه او التقليل من شان هذه المشكلة.
نشرن سودانايل 29/10/2009
الخميس فبراير 28, 2013 7:13 pm