كاودا ..... صانعة السلام
استطيع بكل ثقة ان اقول ان مدينة كاودا عش النسور هي التي صنعت السلام سابقاً واجبرت الحكومة على لسان وزير دفاعها قبل يومين للجلوس لمفاوضات سلام مع الحركة الشعبية بعد عجزها عن هزيمتها ، هذه هي مشكلة حكومة الانقاذ لا تحترم الا القوى ولكنها لاتهتم بالحق ولا المظالم .
يتحسر الاستاذ الطيب مصطفى على هزيمة الانقاذيين في كاودا فقد كتب يتاريخ 18/3/2013 في صحيفة الانتباهة في عموده اليومي زفرات حرى تحت عنوان (فستذكرون ما اقول لكم ) كتب الآتي ( لو كنا قد تمكنا من تحرير كاودا واسكات الجبهة الثورية ومنعها من التوغل في دارفور لكان الوضع مختلفاً ولكن يا حسرتاه فبعد ان كان الجيش الشعبي عاجزاً عن دخول واو وملكال وجوبا وتوريت اصبح اليوم يسيطر عبر عملائه على اجزاء كبيرة من جنوب كردفان والنيل الازرق من ارض السودان العزيزة ) ويضيف ان الجميع زهد في الدفاع عن نظام الحكم قاصداً الجماعات الجهادية والجيش نفسه . وهو محق في ذلك فالحكومة قد وصلت نهاية الطريق في المتاجرة بالدين والجهاد ولا يوجد مغفلون جدد يقتنعون بالموت في سبيل عمر البشير ونافع وغيرهم ممن افسدوا واستمتعوا بالمال الحرام وهم يديرون الحرب من قصورهم في الخرطوم .
وكلكم تذكرون ان الرئيس البشير حدد تاريخ 12/5/2012 للصلاة في كاودا ولكنه فشل في ذلك وربما يتمكن من ذلك مستقبلاً في ظل سلام وتنمية تسود تلك المناطق .
وهذه المدينة الصامدة تعد رمزاً للمقاومة مثل ستالينقراد في روسيا وصمودها التاريخي في الحرب العدوانية التي شنها عليها هتلر ، وتقع كاودا في منطقة محصنة داخل الجبال فلا يطالها طيران ويصعب على الافراد الوصول اليها ويكونون في مرمى النيران ، يقول الاستاذ عبد الغني بريش اللامي في احدى مقالاته ( كاودا محروسة بملائكة السماء والارض ومن بعدها افراد الجيش الشعبي والكجور ) ويعتز بها النوبة ايما اعتزاز وبها دفن المناضل يوسف كوة . اقتطف هنا جزء من كتاب د. عمر شريكان في اهدائه لكتابه
( انتفاض مواطن المناطق المقفوله ) ( الى القائد الصنديد يوسف كوه مكي اهدي هذه النبضات اليراعيه وان جسده ليستلقي على ارض كاودا داخل ضريح من طراز نوباوي ولم نجد ضريحاً يثير عاطفة عميقة كالتي يثيرها هذا الضريح في سكينته المهيبة وانزوائه المشجي في موضع من الجبل حيث تسمع فيه همسات الرياح تحمل كلمات ورسائل الى الامة النوباويه بالاستمرار في النضال )
نحي الحركة الشعبية بصفه عامة وشعب النوبه خاصة وان دماءهم لم تروح هدراً وان الحركة الشعبية سوف تصنع السلام وسوف تحميه .
عصمت عبد الجبار التربي
نشرت بسودانيز ونوبا ونايل تاريخ 24/3/2013