دولة الامارات العربية المتحدة دولة صغيرة سكاناً وجيشاً ومع ذلك لم يسكت قادتها الشجعان والشعب من خلفهم عن مطالبة ايران وباستمرار بالجزر الثلاث المتنازع عليها والتي احتلتها ايران فعلياً ، ففي كل قمة عربية يذكرون العرب بجزرهم المحتلة وفي كل محفل يطالبون باستردادها ، فالارض هي الارض والارض هي العرض . والايرانيون انفسهم ( الجن يركبهم ) اذا تم تعريف الخليج العربي بانه (عربي) ويصرون انه الخليج الفارسي بل حتى اذا كانت هناك بطولة و دورة رياضية وسموها ( دورة الخليج العربي ) فانهم لايسكتون . هذا هو الحال في كل دول العالم والحدود دائماً مضطربة بين دول العالم وليس بالضرورةان يجر الامر حرباً فالمجتمع الدولي اصبح يحسم هذه الامور عن طريق التحكيم وغير ذلك من الآليات .
القائمون على الامر بالخرطوم موقفهم يثير الحيرة فبينما هم مستعدون لاكبر تهريج اعلامي في صراعهم الداخلي علي السلطة مع من ينازعوهم فيها من الحركات المسلحة وغيرها ويدعون انهم (حرروا) ابو كرشولة او غيرها نجدهم لاينبسون ببنت شفة على احتلال اراضينا وحدودنا وهي التي يمكن ان نطلق عليها حقيقة كلمة تحرير في حلايب او الفشقة ولو تيقنوا ان دولة الجنوب اصبحت دولة مستقلة وسكن ذلك في وجدانهم تماماً والله ما نازعوها في (ابيي) او اي منطقة متداخلة بين البلدين ولكنهم لازالوا يعتقدون ان الجنوب جزء من السودان وانه يهدد عرشهم .
ومنذ احتلال حلايب فعلياً بعد محاولة اغتيال الرئيس مبارك 1995 وطرد القوة السودانية التي كانت هناك وادخالها في الخرائط المصرية وايضاً على ارض الواقع لم ترفع حكومة الجبهة عقيرتها باي احتجاج فاذا كانت العلاقات سيئة لا يثيرون الموضوع واذا كانت جيدة ايضاً لا يثيرون الموضوع خوفاً من تعكير صفو العلاقات فمتى يثيرونها ؟ الواضح ان النظام في الخرطوم همه فقط البقاء في كرسي السلطة وقمع معارضيه في الداخل ولا يريد التورط مع دول الجوار في اي مخاشنه من اي نوع خوفاً من دعمها للمعارضة الداخلية او المطالبة بتقدييم رئيس الدولة للمحكمة الجنائية الدولية.
غريبه والله فقد فقدنا النخوه نحو تراب بلدنا ونحن ابناء الفراعنه السود اللذين احتلوا مصر وابناء الزاكي طمل وحمدان ابو عنجه اللذين احضرا رأس ملك الاحباش للخليفة عبدالله في امدرمان فما بالنا اليوم ؟ لقد حاول ممثل الشرق في الحكومة الاستاذ موسى محمد احمد اثارة موضوع حلايب فتم اسكاته ولم يسمع له صوت بعد ذلك .
ان سكوت الحكومة عن بحث امر احتلال الاراضي مع الحكومة المصرية او الاثيوبية او الاريتريه يرقى لدرجة التنازل عن هذه الاراضي وليس هذا من حقها ابداً واذا كانت قد افقدتنا ثلث السودان بضياع الجنوب فلتذهب هذه الحكومة ويأتي بعدها خلفاً يعيد وحدة البلاد سلماً مع الجنوب ويقارع الدول الاخرى الحجة امام المنظمات الدولية، المصريين انفسهم لجأوا للقانون والتحكيم حتى استردوا ( طابه) من اسرائيل فما بالهم يتجبرون علينا ام انهم يعلمون ان هذه الحكومة فاقدة السند الشعبي في بلادها وهي فرصتهم ليفعلوا ما يريدوه ، مبروك لهم وانشاءلله بكره يحتلوا حوش بانقا ويرقص لهم البشير عشرة بلدى.
عصمت التربي نشرت تاريخ 2/6/2013 سوداتيزاونلاين